السبت، 15 أغسطس 2015

من بائع فول سوداني الى ملياردير - الجزء الثاني

نكمل في هذه التدوينة قصة الملياردير جون جوكونجوي John Gokongwei كما رواها بنفسه.





" في العام 1943 قررت ان اوسع اعمالي ؛ بدأت في الاتجار بالبضائع بين سيبو والعاصمة مانيلا. من سيبو كنت انقل عجلات السيارات على متن قارب. وبعد خمسة ايام من الابحار, كنت اتوقف في مدينة لوسينا Lucena لتحميلها على احدى الشاحنات , ومن ثم تسير الشاحنة في رحلة مدتها ست ساعات الى العاصمة مانيلا. كنت اجلس فوق بضائعي كي لا تتم سرقتها!

وفي مانيلا, كنت اشتري بضائع اخرى من الايرادات التي احققها من بيع العجلات, والتي كنت اقوم لاحقاً ببيعها في سيبو.
وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية, وجدت ان هناك فرصاً للاتجار ببضائع معينة في الفلبين. كنت وقتها في العشرين من عمري. انشأت مع اخي هنري Henry شركة اماسيا للتجارة Amasia Trading, وعن طريقها كنا نستورد البصل والطحين والملابس المستعملة والمجلات والجرائد القديمة والفواكه من الولايات المتحدة الامريكية.

وفي العام 1948 قمنا انا وامي باعادة اخواني من الصين, وقمت انا بتحويل مبنى من طابقين في سيبو الى منزل لنا , والى مخزن ومكتب لاعمالنا في ذات الوقت. بدأت العائلة كلها تساهم في العمل.
في العام 1957, كنت في الحادية والثلاثين, وجدت فرصة في مجال تصنيع نشا الذرة. ولكن ذلك كان يعني منافسة اغنى مجموعة شركات في سيبو واكبر مصنع لنشا الذرة , Ludo and Luym. مما اضطرني الى الاقتراض لتمويل المشروع.

اول بنك تقدمت اليه بطلب للقرض جعلني انتظر ساعتين قبل ان يرفض اعطائي القرض. اما البنك الثاني, China Bank, فقد وافق على اقراضي مبلغ نصف مليون بيسو. بعد سنوات من ذلك, قال المصرفي الذي وافق على اعطائي القرض , Dr. Albino Sycip, انه قد وجد في شيئاً مميزاً. وحتى هذا اليوم اتساءل: ماذا كان ذلك الشيء الذي وجده؟! الا انني لازلت ممتناً للدكتور سايسيب Dr. Sycip حتى يومنا هذا.



وما ان اطلقنا منتجنا الاول , نشا الذرة تحت ماركة Panda, حتى بدأت حرب الاسعار. وعند انتهاء تلك الحرب, صمدت شركتنا واغلقت احدى شركات صناعة النشا وقتها ابوابها.
وعندما نمت اعمالي, اصبح الوقت ملائماً لتوظيف المزيد من الناس ؛ سواء من عائلتي او من المحترفين والخبراء, والاستشاريين, والمزيد من الموظفين, وكنت اعلم ان علي ان اعلمهم ما اعرف. 

عندما توفي والدي وهو في الرابعة والثلاثين, لم يكن قد ترك خطة للخلافة. وتعلمت من ذلك ان على المرء ان يُعلم من سيديرون اعماله لاحقاً. لقد علمت اولادي قيم العمل الجاد التي تعلمتها من والدي.
وبدأ اولادي بالقيام ببعض الاعمال هنا وهناك حتى وهم لا يزالون طلاباً في المرحلة الثانوية في المدرسة. قبل ست سنوات, اعلنت تقاعدي, وسلمت العهدة لاصغر اخواني , جيمس James, ولابني الوحيد , لانس Lance. الا ان ابنائي يمازحونني, لانني حتى هذه اللحظة , لازلت اذهب الى المكتب واحاول ان افعل شيئاً مفيداً. لقد عينت للتو مساعداً تنفيذياً , وانتقلت الى مكتب اكبر واجمل.

ان بناء مجموعة بحجم مجموعتنا , JG Summit, لم يكن بهذه السهولة. لقد واجهنا الكثير من التحديات. وكان من الممكن عدم مواجهتها وابقاء حجم الشركة صغيراً مع البقاء في المنطقة الآمنة. ولكنني اخترت النضال. ولكن هذا لايعني انني قد كسبت جميع المعارك التي خضتها.

في العام 1976, كنت قد بلغت الخمسين حينها, وكنا قد بنينا شركات بارزة في مجال المنتجات الغذائية, تميزها ماركة للقهوة وهي Blend 45, ومنتجات للصناعات الزراعية تحت ماركة Robina Farms.
وفي تلك السنة, واجهت احد اكبر التحديات , وخسرت. وقد تم التشهير بخسارتي بشكل كبير. ولكنني كنت اؤمن ان تلك كانت احدى لحظات الحقيقة. في ذلك العقد, لم تكن هناك العديد من الفرص في الفلبين بسبب الظروف السياسية والاقتصادية.

كان العديد من اهل الفلبين يرسلون اموالهم الى خارج الدولة. وكفلبيني, كنت ارى ان اموالنا لابد ان تستثمر هنا في بلادنا. فقررت ان اشتري اسهماً في شركة San Miguel, احدى اكبرالشركات في الفلبين. وفي العام 1976 , كنت قد اشتريت حصة كافية لكي اشغل مقعداً في مجلس الادارة. الا ان الاعلام واعضاء مجلس الادارة لم يرغبوا بذلك , وفعلوا كل ما بوسعهم لمنعي من ذلك, ولم احصل على المقعد بعد صدور حكم من المحكمة العليا يمنعني من ذلك.

الا انني اثبت لنفسي ولغيري انني قادر على النضال والقتال. من اسباب نجاحي هو انني تغلبت على مخاوفي وحاولت.

لقد ساهمت هذه المعركة في صقل شخصيتي اليوم. وبعدها بخمس سنوات , تمت دعوتي للانضمام الى مجلس ادارة San Moguel في هونج كونج. انك تخسر البعض وتربح البعض. ومنذ ذلك الوقت اصبحت معروفاً على انني احد اللاعبين الرئيسيين والجادين في عالم الاعمال, ولكن التحديات لم تنتهي.

سأخبركم عن اهم ثلاث تحديات واجهتها مؤخراً. وفي التحديات الثلاثة , كان المنطق التقليدي ضدنا ,حيث اننا قد انشأنا شركات لمنافسة عمالقة كبار في مجالات تحتاج لرؤوس اموال كبيرة: خطوط الطيران, الاتصالات , وصناعة المشروبات..."

ما هي التحديات الثلاث التي واجهها بطلنا؟ سنكتشفها في الجزء الثالث من الحكاية.

لا تنسوا متابعتنا على صفحتنا على الفيسبوك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق