‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياديين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياديين. إظهار كافة الرسائل

السبت، 29 أغسطس 2015

8 ناجحين لم يكملوا دراستهم.

لانريد ان يُفهم هذا العنوان خطأً ؛ انا لست ضد الدراسة الجامعية, بل بالعكس انا ارى انها من الضروريات لمن يستطيع اكمالها طبعاً.

هناك من اجبرتهم الظروف على عدم اكمال دراستهم (ستجدون ان بعض ممن ذكروا في هذه التدوينة منهم). منهم من تغلب على الظروف ومنهم من استسلم.

لانريد الخوض فيما اذا كانت الدراسة الجامعية (او حتى المدرسية) ضرورة للنجاح في الحياة ام لا. فالعديد من الناس يعتقد بأن اكمال الدراسة الثانوية (اي المدرسة) ومن ثم الجامعية والحصول على درجات عالية في المرحلتين , ومن ثم الاجتهاد والحصول على وظيفة جيدة هي الخطوات التي يجب اتخاذها لكي نصل الى النجاح.

ولكن في عصرنا هذا , بدأنا نرى ما يكذب ذلك, فالتعليم الجيد والوظيفة "الجيدة الاجر" لم يعودا السببين الرئيسين للنجاح ولا للحياة الرغيدة. بل ان مقولة "الوظيفة اضيق سبل العيش" قد اكتسبت المزيد من الصحة في زماننا هذا. وكنت دائماً اقول "زمن الوظيفة ولى وراح" (وربما الاصح ان نقول اليوم: "زمن الدخل الواحد ولى وراح").

ومع ذلك, يبقى للتعليم الرسمي فوائدة وضروراته. ونحن لسنا ضده ابداً. بل نحن مع ان الانسان يجب ان "لايتنازل" عن الفرص المتاحة له , ومن ضمنها التعليم.

في هذه التدوينة سنتحدث عن 8 شخصيات صنعوا لانفسهم ثروة واسماً دون اكمالهم لتعليمهم الرسمي:
 

1. ستيف جوبز


ومن منا لايعرفه؟ قلة منا من لايعرف مؤسس شركة آبل Apple العملاقة وقصته. ومع انه انهى دراسته الثانوية في العام 1972 , الا انه قد ترك الجامعة (جامعة Reed College) , والسبب بعكس ما كنا نعرف , هو ان والديه بالكاد تمكنا من تحمل نفقات دراسته الجامعية.
عندما توفي ستيف جوبز عام 2011 بعد صراع مع مرض السرطات , كانت ثروته تقارب ال 11 مليار دولار. اما شريكه في تأسيس Apple, ستيف ووزنياك, فيقال ان ثروته تقارب ال 100 مليون دولار , وهو لم يكمل تعليمه الجامعي هو الآخر.

2. ريتشارد برانسون


من الشخصيات التي احبها. تبلغ ثروة السيد برانسون (وهو من بريطانيا) 4.9 مليار دولار تقريباً , وهو مؤسس مجموعة Virgin الشهيرة والتي تضم تحت رايتها شركات مثل Virgin Atlantic Airways, Virgin Records, Virgin Mobile والعديد من الشركات (حوالي 200 شركة).
لم يستطع برانسون اكمال دراسته الثانوية, وترك المدرسة في سن ال 16. ليس هذا فحسب, بل انه كان يعاني من عسر القراءة (dyslexic), وكان اداؤه الاكاديمي ضعيفاً.
الا ان كل ذلك لم يمنعه من ان يصنع اسماً لنفسه. واليوم , هو من اشد المؤيدين والداعين الى اهمية التعليم, ويؤمن بقوة بأن على المدارس ان تؤدي دوراً اكبر في مساعدة الرياديين وفي توفير التمويل لهم.

3. ديف توماس


هو المؤسس والمدير التنفيذي لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة Wendy's الشهيرة. وقد ترك المدرسة في المرحلة الثانوية ليعمل بدوام كامل في مطعم Hobby House في مدينة فورت وين , في ولاية انديانا الامريكية.
توفي ديف توماس في العام 2002 عن عمر يناهز التاسعة والستين, ويقال ان ثروته الصافية كانت حينها 99 مليون دولار امريكي.
افتتح توماس اول مطعم Wendy's في العام 1969, وقد شهدت السلسلة اوقاتاً جيدةً واخرى صعبة, الى ان بدأ بالظهور بنفسه في مئات الاعلانات التجارية , ليكسب في نهاية المطاف قلوب المشاهدين في كل مكان , ولتصبح علامته التجارية من العلامات الاكثر شهرة في تسعينيات القرن العشرين.

4. ديفيد غرين


تقارب ثروة هذا الرجل الستة مليارات دولار, ولم يذهب في حياته الى اي جامعة. انه مؤسس Hobby Lobby, وهي سلسلة متاجر لبيع المنتجات الفنية والحرفية.
يحمل شهادة ثانوية, ولكنه تنازل عن التعليم الجامعي مقابل انشاء عمله الخاص في العام 1970 مستخدماً قرضاً بحاولي 600 دولار امريكي. وفي العام 1972, كان عمله ناجحاً كفاية لدرجة انه تمكن من افتتاح متجره الاول.
من المعروف عن ديفيد غرين انه من اصحاب النشاطات الخيرية , كما انه يتبرع بنصف ايرادات شركته لعدد من الارساليات الانجيلية. وفي العام 2012, قيل انه قد تبرع بحاولي 500 مليون دولار.

5. لاري اليسون


المدير التنفيذي السابق لشركة ORACLE العملاقة. لم يكمل دراسته الجامعية , بل يقال انه ترك الدراسة في كليتين. تبلغ قيمة ثروته 54 مليار دولار.
بعد ان قام ببناء قواعد البناء الخاصة بالمخابرات المركزية الامريكية , انشأ مع اثنين من الشركاء شركة Software Development Laboratories في العام 1977. والتي تحولت لاحقاً الى شركة Oracle System Corporation في العام 1982.
واليوم هو ملياردير عصامي , صنع ذاته بنفسه, ومع انه تنحى عن منصبه كمدير تنفيذي للشركة العملاقة , الا انه لايزال يشغل منصب الرئيس والمدير التقني (Chief Technology Officer) في الشركة.
لم يكن هدفه ابداً ان يصبح ثرياً, بل كان هدفه بناء بيئة عمل يمكن له ان يستمتع بالعمل بها.

6. كيفين روز


من الرياديين الذين تقل اعمارهم عن 40 عاماً وصاحب مشاريع عديدة على الانترنت. شارك في تأسيس Revision3 و Pownce and Milk و لكن اشهر اعماله كانت خدمة المشاركة Digg.
كان روز طالباً في جامعة نيفادا في مدينة لاس فيغاس الشهيرة في الولايات المتحدة الامريكية , متخصصاً في علوم الحاسوب, الا انه ترك الجامعة بعد التحاقه بها بسنتين.
واليوم هو المدير التنفيذي ل HODINKEE, وعضو مجلس ادارة مؤسسة توني هوك Tony Hawk Foundation ومستشار في Google Ventures.

7. مايكل ديل


وهو من المشاهير ايضاً. اسمه وحده يكفي (Dell), نعم انه مؤسس شركة ديل للحواسيب التي لا تزال تباع حواسيبها في منطقتنا وحول العالم. تساوي ثروته 20 مليار دولار تقريباً.
كان ديل طالباً في جامعة تكساس, ولكنه تركها قبل اكمال دراسته فيها. بدأ من غرفته في سكن طلاب الجامعة التخطيط لتأسيس الشركة التي اصبحت فيما بعد شركة ديل. وبعد ان اصاب بعض النجاح في بيع التحديثات للحواسيب الشخصية, قام بزيادة حجم اعماله بشكل كبير.
مع حلول العام 1992, اصبح مايكل ديل اصغر مدير تنفيذي على قائمة Fortune 500 وهو بعمر ال27.

8. رايتشيل راي


نجمة برنامج الطبخ الشهير, هي ايضاً كاتبة وسيدة اعمال, ولم تدخل اي جامعة على الاطلاق, بل ولم تحصل على اي تعليم رسمي في مجال الطهي وفنون الطبخ!
تبلغ ثروتها 60 مليون دولار, وهو رقم جيد بالنسبة لمن لاتملك اي شهادة في مجال عملها.
بعد اطلاق برنامجها في العام 2006, قامت بالترويج له من خلال ظهورها مرات عدة في برنامج Oprah Winfrey الشهير. كما انها ظهرت في العديد من البرامج الشهيرة الاخرى.

ماذا نستفيد من قصصهم؟

قد يكون التعليم اما "حجر زاوية" او "حجر عثرة" في طريق الانجازات. ان الشخصية العصامية والمندفعة دائماً ما تجد طريقها.
اليوم, وفي عصر المعرفة, اصبح التعليم واكتساب المعرفة والمهارات اسهل بكثير من لسابق. هناك الكتب الالكترونية , ومواقع الدورات والمساقات , والبودكاست ... الخ. يمكن ان تتعلم ما تريد على راحتك ومن منزلك.
بعض الرياديين كانوا يتمنون لو انهم وجدوا الدعم من المؤسسات التعليمية. الا ان مصادر التعليم اصبحت افضل ولا زالت تتطور اكثر فأكثر , خاصة على الانترنت.
كما نود ان نذكر بان عملية التعليم عملية متواصلة , حالها حال النجاح, من اراد ان يطور من مهاراته وان يزيد من نجاحه فعليه ان يستمر بعملية التعليم, وان لايكتفي.

مرة اخرى, لا تبخلوا بالمشاركة مع كل من تعرفون. ولا بمتابعتنا على صفحتناعلى الفيسبوك.

والى لقاء قريب ان شاء الله.

السبت، 15 أغسطس 2015

من بائع فول سوداني الى ملياردير - الجزء الرابع والاخير

نستكمل في هذا الجزء, الرابع والاخير, قصة الملياردير الفلبيني الذي بدأ كبائع للفول السوداني.

(الاجزاء السابقة: الاول , الثاني , الثالث)



كلمات اخيرة

" عندما بدأنا الاستثمار خارج الفلبين قبل ثلاثين عاماً لم يكن الامر سهلاً على الاطلاق. قمنا بانشاء مصنع لشرائح البطاطا (التشيبس) في مدينة هونغ كونغ تحت علامة Jack and Jill.

 واليوم , نحن متواجدون في جميع انحاء آسيا. اصبحنا نمتلك العلامة رقم واحد في مجال صناعة شرائح البطاطا في كل من ماليزيا وسنغافورة. كما اننا الرواد في صناعة البسكويت في تايلاند, ومن اللاعبين الرئيسيين في سوق الحلوى في اندونيسيا. كما ان علامتنا Aces لحبوب الافطار هي الرائدة في السوق في مناطق عدة في الصين. كما ان اداء مشروبنا C2 جيد جداً في فيتنام, حيث اننا نبيع ما يزيد عن 3 ملايين زجاجة كل شهر, وذلك بعد دخولنا السوق بستة اشهر فقط. وقريباً , سنطلق C2 في اسواق اخرى في جنوب شرق آسيا.



اصبحت ابلغ من العمر اليوم 81 عاماً. ولكنني لا زلت اذكر عندما كنت صبياً في احد الاسواق الشعبية قرب سيبو. لازلت أؤمن "بالعائلة". لازلت اريد ان اعمل جيداً. لا زلت لا امانع ان اواجه من هم اكبر مني سناً وافضل مني. ولازلت أؤمن بأن العمل الجاد لن يخذلني. ولازلت أؤمن بمن يريد ان يفكر بنفس الطريقة.

على مر السنين, توسع سوقنا ؛ من العمل بين المدن , الى العمل بين الدول, الى العمل بين القارات. اريد ان احثكم جميعاً على التفكير "بشكل اكبر".

لماذا نكتفي بخدمة 86 مليون نسمة (وهو عدد سكان الفلبين) بينما يمكن ان نبيع لاربعة مليارات آسيوي؟ وهذه البداية فقط. حيث لاتزال هناك بقية لهذا العالم خارج حدود آسيا. 
عندما تعودون الى مكاتبكم, فكروا بطرق لبيع وتسويق منتجاتكم وخدماتكم في العالم اجمع. قوموا ببناء علامات على مستوى العالم كله. بامكانكم عمل ذلك ان حاولتم فعلاً. انا قمت بذلك.

"عندما كنت صبياً, كنت ابيع الفول السوداني المحمص من باحة منزلنا الخلفية. واليوم, انا ابيع المأكولات الخفيفة Snacks, للعالم كله. اريد ان ارى المزيد من الفلبينيين يفعلون ذلك."

انتهى سرد القصة.

العبر من القصة

نعم هناك عدد من العبر وليس "عبرة" واحدة يمكن تعلمها من هذه القصة. قد لا استطيع ان اذكرها جميعاً , فأنا متأكد انكم قد تعلمتم عبراً اخرى.

ابدأ صغيراً

بدأ بطلنا دون ان يملك اي شيء, بل ان حالته كانت اسوأ ممن لم يملك اي شيء, حيث انه كان يعيش حياة الملوك, ثم اختفى كل شيء, وما اصعبها من لحظة , لا احتاج لشرحها هنا.
وبدلاً من مد يده للغير او انتظار تدخل الحكومة او الجهات الخيرية في حياته, قام بطلنا بصنع حظه بنفسه. 


لا تستهن بالمناطق المهملة

في عالمنا العربي يخشى الكثير من اصحاب رؤوس الاموال من الاستثمار خارج المدن الكبيرة. وهذا قد يبدو طبيعياً بالنسبة لهم وللكثيرين نظراً لسهولة الاستثمار في المدن الكبيرة وصعوبته في المدن الصغيرة والقرى والمحافظات.
الا ان بطلنا اثبت العكس, فقد بدأ من قرية صغيرة خارج مدينته لان البضائع المعروضة هناك كانت اقل. وكان يكسب ما يكفي لاعالة عائلته وتنمية تجارته رغم رأسماله الصغير.
واذا قرأتم عن "سام والتون" (مؤسس سلسلة اسواق Walmart) الشهيرة, ستجدون انه قد بنى ثروته عن طريق الاستثمار في الولايات "المهملة" في الولايات المتحدة الامريكية.


وسع اعمالك شيئاً فشيئاً

لم يكمل بطلنا بقية حياته وهو يبيع بضاعته في السوق الشعبي في القرية الصغيرة بالرغم من ان المردود كان يكفيه وزيادة, بل توسع في تجارته لتصبح تجارة بين المدن. ان لم توسع اعمالك , فهذا لايعني فقط انك لن تصيب الثراء , بل قد يعني انك قد تفقد اعمالك ايضاً.
النمو والتوسع من الضرورات في عالم الاقتصاد , نتمنى ان يركز اصحاب رؤوس الاموال على ذلك مما سيسهم في تقوية اقتصاداتنا وحل مشاكلها من فقر وبطالة وخلافه.

الابتكار والتصدير

اضافة الى النمو والتوسع , نحن بحاجة الى الابتكار والتجديد. لم يركز بطلنا على توسيع اعماله فقط , بل على الخروج بمنتجات جديدة وتصديرها الى الخارج. ان اقتصاداتنا احوج ما تكون الى مصادر جديدة للعملة الصعبة ؛ فلو ازداد التصدير ازدادت فرص العمل , وازدادت السيولة في الاسواق, ولازدادت تحصيلات الحكومة من الضرائب والرسوم, ولازداد الانفاق ومنه الطلب على قطاعات عدة , كالمصارف وشركات التأمين والخدمات الصحية ... الخ.
كل ذلك سيسهم في تقوية الاقتصاد وفي رفع مستوى المعيشة في اوطاننا. نتمنى ان يزداد التعاون بين القطاعين  الخاص والعام بخصوص ذلك , وعلى ارض الواقع وليس بوضع الخطط والنظريات فقط.
ولاتخشوا من "هوامير السوق" ومن "الكبار" . بل كما فعل بطلنا: "سلح نفسه بالمنتجات الرائعة والاستراتيجيات الرائعة".
وكما اسلفت ؛ هناك الكثير من العبر في قصة بطلنا. نتمنى ان نسمع ما لديكم. بامكانكم التعليق هنا او على صفحتنا على الفيسبوك.

تابعونا

متابعتكم لنا تشرفنا وتسعدنا كثيراً. هذه وصلات لصفحة الفيسبوك ولحسابي الخاص على تويتر:

من بائع فول سوداني الى ملياردير - الجزء الثالث

نكمل هنا ما بدأناه في الجزأين الاول والثاني ؛ قصة الملياردير جون جوكونجوي John Gokongwei. وفي هذا الجزء سيحدثنا عن اهم ثلاثة تحديات واجهته مؤخراً: 

" التحدي الاول:

 


في العام 1996 قررنا انشاء شركة للطيران. في ذلك الوقت, كانت الخطوط الجوية الفلبينية هي الشركة المهيمنة على سوق الطيران المدني في البلاد. ولم تكن هناك امكانية للسفر بالطائرة باسعار رخيصة. ومن لم يستطع السفر بالطائرة كان يسلك طريق البر او البحر. الا انه كانت لدي , ولدى ولدي لانس رؤية لشركة Cebu Pacific: وهي ان يتمكن كل فلبيني من السفر بالطائرة.

استوحينا الفكرة من شركات الطيران منخفضة التكلفة العاملة في الولايات المتحدة, ورأينا ان هذا النموذج يمكن ان ينجح في بلادنا. وبالفعل, نجحت الفكرة ؛ فقد تمسكنا بفلسفة "السعر الرخيص والقيمة العالية." وهي الفلسفة التي لانزال متمسكين بها الى يومنا هذا.

تقدم Cebu Pacific ايضاً مكافآت لعملائها. فيمكن للعملاء الاستفادة من نظام الاسعار الخاص بالشركة والحصول على عروض خاصة على المقاعد, والتي يمكن ان يصل سعر التذكرة الى بيسو واحد فقط! 
كلما قمت بالحجز ابكر كلما انخفض سعر تذكرتك.

عندما بدأت الشركة نشاطها قبل 11 عاماً, نقلنا 360,000 راكباً فقط, وكان عدد رحلاتنا 24 رحلة يومياً, وكنا نطير لثلاث محطات فقط. هذه السنة, نتوقع ان يتجاوز عدد الركاب الخمسة ملايين, ولدينا 120 رحلة يومياً لعشرين وجهة داخلية و 12 مدينة آسيوية.

اليوم اصبحنا الاكبر في عدد الرحلات والمحطات الداخلية. لدينا ايضاً احدث اسطول في المنطقة , ونتوقع استلام طائرات جديدة في شهر يناير القادم. اصبح المواطن العادي في الفلبين قادراً على السفر بالطائرة , ويعود الفضل الاكبر في ذلك لشركة CEBU Pacific؛ في العام 2005 كان 1 من 12 فلبينياً يسافر بالطائرة. وفي العام 2012 , نأمل في ان تصبح النسبة 1 من 6. نريد ان نرى المزيد من المسافرين الفلبينيين بالطائرة.

التحدي الثاني

 

 

في العام 2003 انشأنا شركة Digitel Mobile Philippines Inc. , وبنينا من خلالها علامة تجارية لشركة اتصالات متنقلة تحت اسم Sun Cellular. كان السؤال الذي يتردد في اذهان الجميع: "كيف يمكن ان ننافس شركتان عملاقتان في مجال الاتصالات في البلاد؟"

لم تكن الشركتان عملاقتان فحسب, بل كانتا متجذرتان في السوق , وكان دخولنا للسوق بعدهم بثمان سنوات.
كانت شركة PLDT محتكرة لاشتراكات الخطوط الارضية منذ زمن بعيد , وكانت اول من ادخل خدمة الهاتف النقال الى البلاد. اما شركة Globe فقد كانت اصغر عمراً , ولكنها كانت الاوى في تقديم خدمات الاتصالات الرقمية في البلاد.

الا ان دخولنا المتأخر للسوق كان له ميزاته ؛ فقد تمكنا من بناء منصتنا على نطاق اوسع , وعملنا على استخدام التقنيات الاكثر تقدماً والانظمة الذكية , والتي لم تكن متوفرة قبل عشر سنوات. كما اننا تمكنا من اختيار الموردين بناءً على  الاجهزة والبرمجيات الاكثر كفاءةً في الكلفة. 

سمح لنا تأخرنا في دخول السوق بأن نطلق منتجات مبتكرة وبسرعة اكبر. كل هذا سمح لنا بأن نوفر لعملائنا خيارات جديدة تسعدهم.

كان المبدأ بسيطاً. كنا نعرض على العملاء امكانية الاتصال وارسال الرسائل قدر ما يشاؤون مقابل مبلغ ثابت كل شهر. مقابل 250 بيسو في الشهر يمكنهم الاتصال بمن يريدون ضمن شبكة Sun Cellular وفي اي وقت.

بالنسبة للعملاء كان هذا يعني توفيراً في فاتورتهم الشهرية بما يساوي الثلثين!
خلال سنتنا الاولى وصل عدد المشتركين لدينا الى المليون مشترك. واستطعنا احداث تغييرات هيكلية في صناعة الاتصالات في البلاد.

واليوم, لدينا 4 ملايين مشترك في جميع انحاء البلاد. وكون ان 97% من سوق الاتصالات في البلاد يعتمد على الخدمات المدفوعة مسبقاً , فنحن نؤمن اننا قد اتبعنا الاستراتيجية الصحيحة. نحن الشركة الثالثة في سوق يعتقد الكثير ان اللاعب الثالث فيه يختفي دائماً. الا اننا بأفضل حال. وقد تمكنا من تغيير واقع صناعة الاتصالات كما فعلنا في سوق الطيران ؛ لقد تمكنا من تغيير السوق.

ففي النهاية , يعتمد كل شيء على تحسين حياة العملاء باعطائهم خيارات اكثر.

التحدي الثالث

 في العام 2004 اطلقنا C2 وهو مشروب شاي اخضر , والذي غير شكل صناعة المشروبات في البلاد , والذي كانت تسيطر عليه وقتها شركات صناعة الكولا.


كان الشاي المثلج عبارة عن مشروب محلى بني اللون يقدم بشكل عادي في المطاعم. ولسنوات عدة , لم يكن هناك اي ابتكار حقيقي في مجال صناعة المشروبات. اعترف بانه لم تكن لدينا الخبرة الكافية في هذا المجال. كانت لدينا شركات في مجال الاطعمة الخفيفة , والمشروب الوحيد الذي قدمناه للسوق كان القهوة السريعة التحضير. اضافة الى كل هذا, فان دخولنا الى مجال صناعة المشروبات يعني مقارعة الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات. الا اننا قررنا دخول هذه السوق على اية حال.

بدأ الامر عندما كنت في زيارة الى الصين في العام 2003, وقتها لاحظت مدى شعبية الشاي المثلج المعبأ في القوارير. وخطر في بالي انه يمكن ان يكون لهذا المشروب سوق كبير عندنا في الفلبين.

لم يكن شرب الشاي من الامور المعتادة في الفلبين, حيث ان المستهلكين في البلاد اعتادوا شرب الكولا المعبأة في القوارير الزجاجية المسترجعة. ولكن هذا بالضبط ما جعل السوق مستعدة لنوع مختلف من المشروبات. اردنا تقديم مشروب منعش ويحتوي في ذات وقت على الفوائد الصحية للشاي الاخضر. قدمناه على انه "نادٍ صحي" في زجاجة. اردناه مشروباً "يبرد وينظف" (Cools and Cleans) , ومن هنا ولد C2.

وعلى الفور, لفت C2 انتباه المستهلكين. عندما اطلقنا C2 في 2004, بيعت 100,000 زجاجة في الشهر الاول فقط. وبعدها بثلاث سنوات, استهلك الفلبينيون 30 مليون زجاجة C2 كل شهر.

مصيرنا اصبح بيدنا

بهذه الشركات الثلاث, اصبح في مقدور فريق عمل مجموعتنا التحكم في مصيرها, لقد تمكنا من فعل ذلك في ثلاثة اسواق يسيطر عليها القدماء من عمالقة الشركات. لا اقول اننا لم نخشَ اولئك العمالقة, فقد كنا نعلم انه يمكن ان يتم تحطيمنا بمجرد انطلاقنا. الا اننا كنا نتأكد من تسليح انفسنا بالمنتجات والاستراتيجيات الرائعة. وبدلاً من ان نهزم, انتهى بنا الامر بتغيير قوانين اللعبة.
هذا تأكيد آخر على صلاحية مبدأ "الاصرار الذاتي". اقول لكم, ان هذا المبدأ يصلح للافراد كما يصلح للشركات ايضاً. وانا أؤمن بشدة بأنه يصلح للامم ايضاً. لقد كنت اتساءل دوماً, كما كان بتساءل الكثير مننا, لماذا لم نصل نحن الفلبينيون الى المستوى الذي يتوافق مع امكانياتنا؟
حتى نصبح امة عظيمة بحق, يجب علينا ان نتفوق كرياديين امام هذا العالم. علينا ان نبني علامات تجارية فلبينية وان نصدرها للعالم.

نكمل قصة بطلنا في الجزء الرابع والاخير.
لاتنسوا ضغط زر الاعجاب على صفحتنا على الفيسبوك.