‏إظهار الرسائل ذات التسميات Shark. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات Shark. إظهار كافة الرسائل

السبت، 29 أغسطس 2015

مديرة تنفيذية في التاسعة من العمر!


حديثنا اليوم سيكون عن الريادية الصغيرة ميكايلا اولمر Mikaila Ulmer , والتي تبلغ من العمر اليوم 9 سنوات (بعض المواقع تقول انها قد بلغت العاشرة الآن).

سواء بلغت التاسعة او العاشرة , أول معلومة سأسوقها لكم في هذه التدوينة هو انها قد اسست شركتها وهي في الرابعة من العمر!!

الطفلة ميكايلا أسست شركتة تدعى BeeSweet (اي حلو العسل), وتنتج شركتها عصير ليمون طبيعي معبأ في زجاجات. وهذا ليس اي "عصير ليمون" فهو محضر حسب وصفة ابتكرتها جدة هذه الطفلة (او ام جدتها بالاحرى) , هيلين Helen, والتي تحتوي , بالاضافة الى عصير الليمون الطبيعي , على بذر الكتان والنعناع والعسل الطبيعي للتحلية (بالاضافة الى سكر القصب ايضاً).

هذه المكونات الطبيعية جعلت منه خياراً صحياً بالاضافة الى طعمه اللذيذ. الا ان القصة لا تنتهي هنا ؛ تتبرع ميكايلا ب 20% من ارباحها للمنظمات التي تقوم على حماية نحل العسل.

في البداية قرأت قصتها بشكل عابر , من ثم دار عدد من الاسئلة في رأسي ؛ فمثلاً , من وجهها الى مسألة تأسيس شركة وهي لاتزال طفلة؟ وهل فعلت ذلك لوحدها أم ان هناك من قام بأغلب العمل ووضعها في الواجهة؟ والاهم من كل ذلك ,كيف حصلت على رأس المال؟ هل قلدت ما يفعله الاطفال من بيع عصير الليمون امام منازلهم (كما نرى نحن في الافلام والمسلسلات الامريكية)؟

ولذا قمت بقليل من البحث , ومن ضمن ذلك قمت بزيارة موقع شركتها على الانترنت , وعلى الفور تكشفت بعض الحقائق. 

تقول ميكايلا وهي تسرد قصتها على موقعها انها عندما كانت في الرابعة شجعتها عائلتها على ابتكار منتج ما لكي تشارك به في احد معارض "اعمال الاطفال" وفي مهرجان "يوم عصير الليمون Lemonade Day" في مدينة اوسطن في ولاية تكساس الامريكية (حيث تعيش ميكايلا).

وبدأت ميكايلا حينها "بحك رأسها" بحثاً عن الافكار. وبينما كانت تفكر وتفكر حدث امران مهمان:

الاول: انها تعرضت للدغ مرتان من قبل النحل.

والثاني: ان والدة جدتها السابق ذكرها (هيلين), والتي تعيش في ولاية ساوث كارولاينا الامريكية, ارسلت الى عائلتها كتاباً للطبخ من اربعينيات القرن الماضي, والذي كان يحتوي على وصفتها الخاصة لعصير الليمون مع بذر الكتان.

تقول ميكايلا انها لم "تستمتع" بلسعات النحل ابداً. بل انها اخافتها. ولكن شيئاً غريباً حصل. لقد اصبحت مولعة بالنحل (على حد تعبيرها). واصبحت تقرأ وتتعلم عن النحل , وعلمت فوائد النحل , سواء للبشر او لبيئتهم. وعندها فكرت لنفسها: "لم لا اصنع شيئاً يساعد نحل العسل وفي ذات الوقت استخدم وصفة جدتي هيلين؟"


وهكذا ولدت شركة BeeSweet لانتاج عصير الليمون , من وصفة جدتها ومن حبها للنحل. واستمرت فكرتها بالنمو , وحتى اليوم , تنفذ قوارير شراب الليمون عند بيعها في مهرجانات الريادة والشباب وغيرها. كما انها تزين الرفوف في متاجر الاغذية الطبيعية والعضوية الكبرى في الولايات المتحدة امثال Whole Foods وغيرها. بالاضافة للمطاعم وشركات توصيل الطعام.

ولاتتوقف ميكايلا عند ذلك, بل انها تقود بالاضافة الى كل هذا , ورشات عمل حول حماية النحل, كما انها عضو في لجان "للريادة المجتمعية". وقد فاز منتجها بالعديد من الجوائز.

ولكن بقي سؤال واحد لم نجب عليه ؛ من اين رأس المال؟!

في البداية ظننت انها قد فازت باحدى الجوائز في مسابقة لرياديي الاعمال. وبعد البحث وجدت ان الامر يتعدى ذلك ؛ هل تذكرون برنامج "حوض اسماك القرش" الذي كتبت عنه سابقاً؟ لقد تقدمت ميكايلا لهذا البرنامج وحصلت على استثمار بقيمة ستين الف دولار من ديموند جون (احد المستثمرين الخمسة في البرنامج) , والذي قال بانه كان سعيداً جداً بهذا الاستثمار, وقد اعجبته ميكايلا وطريقة تفكيرها.

ولن تتوقف ميكايلا هنا ؛ بل ان لها رؤيا كبيرة لشركتها , حيث انها تخطط لاضافة نكهات جديدة , ولافتتاح متجر خاص بها , ولافتتاح خط ازياء خاص بها. هذا كله طبعاً بعد ان تنهي "واجباتها المدرسية".

ان قصة ميكايلا دليل آخر على ان "العمر ليس بعائق" على استغلال امكانياتنا وملاحقة احلامنا. وعلى انه يمكن لاطفالنا ان يصنعوا المعجزات ؛ نحن من قال "خذوهم صغاراً". فلنستمع لابنائنا وبناتنا , فقد يكون لديهم ما يتجاوز مخيلتنا!

ومهما كانت الفكرة صغيرة , فلا نعلم الى مدى يمكن ان تصل! اقرؤوا عن صاحب موقع  Plenty of Fish كدليل آخر على ذلك.

وكما يقول المثل الشعبي : "المركب اللي ما فيه لله بغرق" , ميكايلا تتبرع بجزء ليس بالهين من ارباحها لانقاذ النحل, وهذا ليس بالامر البسيط لو علمنا انه في حال انقرض النحل فسينقرض البشر بعد اربع سنوات!

ان اعجبتكم القصة فلا تبخلوا بمشاركتها , ولا تبخلوا علينا بضغط زر الاعجاب على صفحتنا على الفيسبوك.

والى لقاء قريب بعون الله.

الاثنين، 3 أغسطس 2015

حوض اسماك القرش (Shark Tank)


(أو كما يسمى احياناً "خزان اسماك القرش") هو من البرامج المفضلة لدي. مبدأ البرنامج بسيط ؛ يشارك فيه خمسة من كبار المستثمرين من ذوي الثروات الطائلة واصحاب الخبرة (كل في مجاله طبعاً).
يطلق على هؤلاء المستثمرين لقب "اسماك القرش" ليس لشراستهم بل لخبرتهم وقدراتهم , فهم اقرب لمن نسميهم "الحيتان" أو "الهوامير" عندنا.

يستقبل "اسماك القرش" هؤلاء اصحاب المشاريع والافكار , كل يأتي ليعرض فكرته او منتجه او مشروعه بهدف الحصول على استثمار من قبل احد اسماك القرش , والاستثمار لا يكون بالمال وحده احياناً , بل باستثمار علاقات احد هؤلاء العمالقة أو خبرتهم او دعمهم بطريقة او بأخرى.

في المقابل يعطي صاحب المشروع او الفكرة نسبة من اسهم شركته للمستثمر واحياناً يضاف الى ذلك بعض الامتيازات التي يتفق عليها خلال البرنامج.

البرنامج تحول الى ظاهرة, فقد ساعد الكثير من الرياديين واصحاب المشاريع على تحقيق احلامهم وعلى تحويل افكارهم الى حقيقة , والكثير منهم اصاب الثراء. وهناك قصص كثيرة ملهمة شاهدتها في هذا البرنامج , وسأشاركها معكم في مقالات لاحقة.

مجالات مختلفة

افكار المشاريع والمنتجات لاتتركز في مجال التكنولوجيا فقط ولا توجد فئة عمرية محددة لاصحاب هذه الافكار والمنتجات, كل يبدع في مجاله. فهناك من فكرته ضمن مجال الطعام والشراب , أو في مجال الأزياء, أو الاطفال, او الكماليات ... الخ.



وكذلك الحال بالنسبة للمستثمرين (اسماك القرش) ؛ فمثلاً هناك باربارا كوركوران Barbara Corcoran التي بنت ثروتها من العقارات , وهناك دايموند جون Daymond John والذي بنى ثروته من ماركة فوبو FUBU الشهيرة في عالم الملابس والتي بدأها من بيته المتواضع , وهناك مارك كيوبان Mark Cuban صاحب نادي كرة السلة الامريكي  دالاس مافريكس Dallas Mavericks الشهير وصاحب موقع Broadcast.com والذي بيع في التسعينيات لشركة ياهو Yahoo مقابل مبلغ يقارب الستة مليارات دولار!

استثمر او لا استثمر

لايعامل كل من يأتي الى البرنامج بنفس الطريقة ؛ فهناك من لايحصل على استثمار , حيث ان للمستثمر الخيار في عدم الاستثمار في الفكرة او المشروع وعندها يقول "انا منسحب" , هناك من ينسحب كل المستثمرين الخمسة ويحجمون عن الاستثمار عن شركته , ولكن هذا لايعني انه سيعود بخفي حنين , فظهوره في البرنامج قد يلفت انتباه مستثمرين آخرين ممن يشاهدون البرنامج او المستهلكين الذين قد يرغبون بشراء منتجه او الخدمة التي يقدمها.

وهناك من يحصل على استثمار من احد المستثمرين او أكثر (فقد يتشارك اكثر من مستثمر في ذلك , بل واحياناً جميعهم!) , وهناك من تكون فكرته رائعة لدرجة انه يتسبب في منافسة (واحياناً صراع) بين اكثر من مستثمر في البرنامج!

يعتمد ذلك على امور عدة ؛ منها جودة الفكرة وجدواها الاقتصادية بالاضافة الى شخصية صاحب الفكرة وطريقة تقديمه للفكرة ولجدواها.
وعلى حد تعبير المعلقين على هذا البرنامج : هناك من يسبح مع اسماك القرش (اي يتقدم الى البرنامج) فمنهم من يغرق (اي لا يحصل على استثمار) ومنهم من يستمر في العوم (اي العكس).

ننوه الى ان المستثمرين يستثمرون من اموالهم الخاصة وبمطلق حريتهم , وقد تستمر المفاوضات بين صاحب المشروع والمستثمر لاكثر من ساعة او ساعتين احياناً , الا ان ما يبث خلال الحلقة هوحوالي الربع ساعة لكل مشروع.


نسيت ان اقول بان البرنامج امريكي الهوية , وقد سبقه برنامج بريطاني تحت اسم "وكر التنانين (جمع تنين)" أو Dragons' Din"" والذي كانت قد بثت منه نسخة عربية. الا ان شهرة حوض اسماك القرش Shark Tank قد طغت عليه برأيي.

في تدوينات لاحقة ساتحدث عن المستثمرين المشاركين في هذا البرنامج وعن قصص نجاحهم بالاضافة الى عدد من الافكار الناجحة وعن اصحابها وعن قصص نجاحهم ايضاً.

تابعونا

لا تنسوا متابعتنا على صفحتنا على الفيسبوك