السبت، 15 أغسطس 2015

من بائع فول سوداني الى ملياردير - الجزء الاول


ان لم تلهمكم هذه القصة فلا ادري اي نوع من القصص يمكن ان يلهمكم!

كلما رأينا صورة لاحد كبار رجال الاعمال يتملكنا خليط من المشاعر؛ قد نشعر بالحسد , وقد نشعر بالذنب , اما لاننا لم نحاول ان نصبح مثلهم او لمجرد شعورنا بالحسد تجاههم! الا اننا نعلم انهم لم يصلوا الى ما وصلوا اليه عن طريق الصدفة, فلم يولدوا جميعاً وفي فمهم ملعقة من ذهب , وكما يقال: ان كانت الفاكهة حلوة , فالجذور مرة. 

ان القاسم المشترك بين قصص النجاح هو ان اصحابها قد بدأوا جميعاً من الصفر. قصص النجاح سهلة القراءة , الا ان تقليدها اصعب بكثير. ولكن , مع الانضباط , والسير على الطريق الصحيح المؤدي الى النجاح , فان المتسول قد يعيش حياة الملوك.
بطل قصتنا لليوم كان احد ابناء الشريحة المهمشة في مجتمعه , واثبت انه مع الايمان والمثابرة لايوجد ما هو مستحيل.

نتحدث اليوم عن احد اثرى اثرياء الفلبين , الملياردير جون جوكونجوي John Gokongwei وهذه قصته كما يرويها بنفسه (مع اختصار بعض الاجزاء لطولها ولانها تحتاج الى المزيد من الشرح):
" لقد ولدت في الفلبين لعائلة ثرية من اصول صينية. امضيت فترة طفولتي في حاضرة سيبو Cebu حيث كان يمتلك والدي سلسلة من دور السينما والتي كانت تتضمن اول دار سينما مكيفة خارج العاصمة مانيلا Manila.
كنت الابن الاكبر ضمن ستة اخوة , وكنا نعيش في بيت كبير , وكان هناك سائق خاص يوصلني الى المدرسة كل يوم, كانت مدرستي ولا زالت احدى افضل المدارس في الدولة. كنت الاول على صفي في جميع المواد , وكان لدي العديد من الاصدقاء. كنت آخذهم لمشاهدة الافلام مجاناً في دور السينما التي يمتلكها والدي.
عندما بلغت الثالثة عشر توفي والدي فجأة جراء مضاعفات تسبب بها مرض التيفوئيد. كانت امبراطورية والدي مبنية على القروض, وعندما توفي , خسرنا كل شيء , خسرنا منزلنا الكبير, وسياراتنا , وشركتنا, استولت المصارف عليها جميعاً.

شعرت بالغضب الشديد تجاه العالم لانه اخذ مني ابي , ولانه اخذ مني كل ما كنت اتمتع به. وعندما اختفت تذاكر السينما المجانية, خسرت نصف اصدقائي.

في اليوم الذي اضطررت فيه للسير مسافة ميلين لكي اصل الى المدرسة , بكيت لأمي , الارملة ابنة الاثنين وثلاثين عاماً. قالت لي امي: "يجب ان تشعر بانك محظوظ, هناك من لا يمتلكون حذاءً للسير الى المدرسة مثلك. لقد توفي والدك وليس في جيبه سوى عشرة سنتيفوس (والسنتيفوس هو واحد على مائة من عملة الفلبين البيسو), فماذا يمكنك ان تفعل؟" وماذا يمكنني ان افعل؟ العمل!

ارسلت امي اخوتي الى الصين حيث ان مستوى المعيشة اقل هناك. بينما بقينا انا وهي في سيبو للعمل, وكنا نرسل لهم المال بانتظام. باعت امي مجوهراتها, وبعد ان انفقنا ثمنها قمنا ببيع الفول السوداني المحمص في باحة منزلنا الخلفية , والذي كان اصغر بكثير من منزلنا السابق.
وعندما لم يعد يكفي مردود ذلك, قمت بفتح كشك صغير في احد الاسواق الشعبية التي تقع خارج المدينة , لان البضائع المعروضة هناك كانت اقل.



كنت استيقظ في الخامسة صباحاً , واقطع مسافة طويلة على الدراجة لكي اصل الى ذلك السوق الشعبي حاملاً سلة البضائع. كنت افرد بضاعتي على طاولة صغيرة (بقياس ثلاثة اقدام × قدمين) , كنت ابيع الصابون والشموع والخيوط. ولقد اخترت هذه الاصناف لان الاحوال الاقتصادية كانت صعبة في ذلك الوقت , وكان هذا السوق في قرية فقيرة , وكانت هذه هي الاساسيات التي يحتاجها السكان.

كنت محاطاً ببائعين اكبر مني سناً واكثر مني خبرة , خاصة وانني لازلت صبياً في الخامسة عشر من عمري ولم يسبق لي العمل. ولكن صغر سني كان له ميزاته, فلم اكن اكل او امل بسرعة , كما انني كنت اسرع حركة واكثر حماساً.

كنت اربح في اليوم 20 بيسو. وكان ذلك يكفي لاطعام اخواني ولاعادة استثمار جزء من الربح في العمل. كان هذا المال الذي كنت اكسبه في السوق الشعبي هو ما استخدمته لبناء الاعمال التي امتلكها اليوم.
وبعد هذه التجربة قلت لنفسي: "ان كنت استطيع منافسة من هم اكبر مني سناً واعالة عائلتي وانا لا ازال في الخامسة عشر, فباستطاعتي ان افعل اي شيء!"

عندما استذكر الماضي, كنت اتساءل ؛ ما الذي كان يمكن ان يحصل لو ان والدي لم يترك العائلة وهي لا تملك اي شيء؟ هل كنت سأصبح كما انا اليوم؟ من يدري؟ المهم في الامر ان نعلم ان الحياة قد تلعب معنا باوراق سيئة, ولكن علينا ان نلعب بهذه الاوراق بافضل طريقة ممكنة. وبامكاننا ان نلعب ونكسب! كان ذلك هو الدرس الذي تعلمته وانا في سن المراهقة. وكان ذلك هو المبدأ الذي اتبعه منذ ذلك الوقت. كانت لدي 66 سنة من ممارسة الاصرار الذاتي. وعندما كنت اريد شيئاً, كان افضل شخص يمكن ان اعتمد عليه هو نفسي. ولهذا , استمريت بالعمل ... "

لا تتسع تدوينة واحدة لقصة بطلنا, لذا سنكمل قصته في الجزء الثاني.
لا تنسوا متابعتنا على صفحتنا على الفيسبوك. هناك المزيد والمزيد في جعبتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق