الخميس، 30 يوليو 2015

السويد: 1% فقط من القمامة تذهب الى مكبات النفايات!


منذ سنوات ونحن نسمع عن تفوق مملكة السويد في مجال معالجة النفايات وتدويرها والاستفادة منها. واليوم وصل الحال بالسويد الى درجة ان واحد بالمائة فقط من نفاياتهم ينتهي بها الامر في مكبات النفايات , بينما تتم الاستفادة من التسعة وتسعين بالمائة الباقية. بل ان السويد قد اصبحت بلداً مستورداً للنفايات لغايات الاستفادة منها!



ما يحصل في السويد الآن يستحق ان يطلق عليه اسم "ثورة التدوير" (ان صح التعبير). لدى السويد اليوم 32 منشأة تعمل على تحويل النفايات الى طاقة , وهذه الطاقة تساهم بانتاج 20% من التدفئة المركزية في السويد (وهو نظام يقوم بتوزيع التدفئة عن طريق ضخ المياه الساخنة عبر الانابيب الى المباني السكنية والتجارية). كما انها توفر الكهرباء لحوالي 250000 (اي ربع مليون) منزل في السويد.

وحتى تستمر هذه المنشآت في العمل تضطر السويد الى استيراد 800000 (ثمانمائة الف) طن من القمامة من دول اوروبا المجاورة (بما فيها بريطانيا وايرلندا وايطاليا والنرويج). وتتقاضى السويد ايضاً اجراً من هذه الدول مقابل معالجة نفاياتها! مما يعكس تفوق السويديين في مجال اعادة تدوير النفايات. 



تقول مديرة قسم الاتصالات في ادارة معالجة النفايات في السويد, آنا-كارين جريبويل  Anna-Carin Gripwell: "لقد اصبحت النفايات اليوم سلعة , بشكل مختلف عما كانت عليه. لم تعد مجرد ’نفايات’ لقد اصبحت ’تجارة’ (بزنس Business)."

لو قارنا السويد بالاقتصاد الاكبر في العالم , وهو الولايات المتحدة الامريكية , لوجدنا ان السويد قد تفوقت على امريكا بمراحل؛ ففي الولايات المتحدة يتم اعادة تدوير 34% فقط من النفايات (بحسب احصائية قديمة في العام 2010) , وبحسب وكالة حماية البيئة فان اكثر من 50% من النفايات التي تنتجها البيوت الامريكية ينتهي بها الامر في مكبات النفايات, اي ما يساوي حوالي 136 طناً من القمامة.
تقول جريدة النيويورك تايمز ان هناك منشآت لحرق النفايات في الولايات المتحدة , الا ان جزءً صغيراً من النفايات يتم حرقها , ومعظم النفايات التي تحرق ينتهي بها الامر ايضاً في مكبات النفايات!




الاثر البيئي

هناك جدال قائم على طرق معالجة النفايات وانتاج الطاقة منها. تنتج عن هذه العمليات ابخرة سامة, الا ان هناك من يصرون على ان ذلك خير من مكبات النفايات. يتم حرق ما معدله 40% من القمامة التي ينتجها العالم في الهواء الطلق , الا ان السويد تعتمد طريقة قليلة الانبعاثات (low-emission process) وأكثر صداقة للبيئة.
طبعاً هذا لايعني انه لاتوجد اضرار ؛ للأسف هناك خياران لا ثالث لهما في مجال معالجة النفايات: اما تلويث الهواء او تلويث الارض. الاصل ان تتم معالجة المشكلة من الاساس , وذلك عن طريق تخفيض انتاج المخلفات والنفايات.





وأين نحن من كل هذا؟

لم اجد احصاءات دقيقة فيما يخص وضع النفايات واعادة التدوير في العالم العربي (احدى الاحصائيات في احدى الدول العربية تعود للعام 1992 ولاتوجد احصائية احدث منها لنفس الدولة!) , ولكننا بالتأكيد لم نصل لمرحلة السويد ولا اي من الدول المتقدمة والدليل ما نراه في شوارعنا وما نسمعه في الاخبار (مؤخراً دار الحديث في الاخبار عن مكبات النفايات في لبنان الشقيق) , مشاكل القمامة والنفايات موجودة لدينا واضرارها كبيرة.
لا ننكر ان هناك مبادرات ومؤسسات بل وحتى شركات تعمل في هذا المجال , ولكن نطاق عملها لايزال محدوداً جداً.
اتمنى ان يلتفت القطاع الخاص واصحاب رؤوس الاموال الى هذا المجال, فكما قالت السيدة جريبويل ؛ لقد تحول الامر الى تجارة, الى مجال للربح والاستثمار, كما اتمنى ان تساعد الحكومات على زيادة الاستثمار في هذا المجال عن طريق تسهيل منح الرخص وسن التشريعات وتوفير التسهيلات التي من شأنها زيادة الاستثمار في مجال اعادة التدوير ومعالجة المخلفات, وسيكون لذلك باذن الله فوائد كبيرة من دعم للاقتصاد وتوفير لفرص العمل والعملة الصعبة. فتدوير المواد الاولية مثلاً يخفف من كلفة استيرادها او استخراجها.
نتمنى ان نرى صناعة كبيرة ومربحة لاعادة التدوير ومعالجة النفايات في وطننا العربي.
لا تنسوا ان تفيدونا بتعليقاتكم ومقترحاتكم.


روابط المقالات الاصلية:






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق